الناشئة عن الزوجية, هي كثرة متسلسلة في أجيال متعاقبة من الأولاد والأحفاد، فهم فروع الأسرة وفروع فروعها, وينظر الإسلام إلى هذا النموّ على أنه ليس نموًّا عدديًّا فقط, وإنما هو مع ذلك نمو في العلاقة بين أفراده, فمهَّدَ لها السبيل إلى الاطراد في جوٍّ من الاطمئنان والمودة والرحمة، ولهذا وجّه عنايته إلى الناشئة واهتم بها أيما اهتمام، ونلخص مظاهر هذا الاهتمام فيما يلي:
قلنا: إن الرجل ينبغي أن يحسن اختيار من تشاركه حياته؛ لأنها سوف تتولى أجلَّ وظيفة وهي صناعة الرجال, فهي المدرسة الأولى التي يتعلم منها الطفل, كما قال حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبًا طيب الأعراق
وقال أيضًا:
وإذا النساء نشأن في أمية ... رضع الرجال جهالة وخمولا
ولقد دعا منهج الإسلام الرجل المسلم إلى تحصين ذريته من جميع الآفات, بأن يحسن اختيار زوجته أولًا؛ لأنه سوف يرث الأولاد عنها كثيرًا من المزايا والصفات، في أحضانها تنمو عواطف الطفل وتتربى ملكاته، فأوضحت السنة حسن اختيار ذات الدين, صاحبة الأصل الطيب, ولهذا حذّر الرسول -صلى الله عليه سلم- من زواج المرأة الجميلة التي ترعرعت في منابت السوء فقال:"إياكم وخضراء الدمن؟ قيل: يا رسول الله, وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء"١.
كما قد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الاغترار بالمال
١- السيد سابق: فقه السنة، الطبعة الثانية "١٤١١هـ-١٩٩٠م", دار الفتح للإعلام العربي, ج٢/ ١٣٤, "نقلًا عن الدارقطني".