والجمال عند الإقبال على الزواج, فقال:"لا تزوجوا النساء لحسنهن, فعسى حسنهن أن يرديهن، لا تزوجهن لأموالهن, فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين"١.
وذلك أول تحصين لضمان سلامة الذرية من سوء الحضانة، أما ثاني التحصينات فتكون عند معاشرة الزوجة ومباشرتها عند الجماع، فإذا أتى الرجل امرأته يُسْتَحَبُّ أن يبدأ باسم الله تعالى, ويقرأ قل هو الله أحد أولًا, ثم يكبر ويهلل, ويقول: باسم الله العلي العظيم, اللهم اجعلها ذرية طيبة إن كنت قدرت أن تخرج ذلك من صلبي, فإذا أدّى ذلك الزوج فقد استبرأ لدينه وعرضه, وإذا رزقه الله مولودًا كان من الذرية الصالحة إن شاء الله تعالى.
والإسلام لا يهيئ السبيل لمتعة الرجل وحده وراحته وسكينته، وإنما يرتب لأداء حقوق الطفل القادم، فإن الأم المرباة على خلق فاضلٍ ودين, هي الجديرة بإنبات أطفال أسوياء أصحاء النفس والملكات والقدرات، بل هي التي تشرف أبناءها وتضفي عليهم من كرامتها شرف عزتها، وقد ذكر الشاعر العربي مذكِّرًا أبناءه بفضله عليهم؛ إذ اختار لهم أمًّا صالحة عفيفة تشرفهم:
وأول إحساني إليهم تخيري ... لماجدة الأحساب بادٍ عفافها
وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد وأنَّبَه على عقوقه لأبيه، ونسيانه لحقوقه عليه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين, أليس للولد حقوق على أبيه؟
قال عمر: بلى, قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن