للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حقوق الوالدين والولد:

لا يخفى أنه إذا تأكد حق القرابة والرحم، فاخص الأرحام وأمسها الولادة فيتضاعف تأكد الحق فيها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لن يجزئ ولد الده حتى يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه" ١، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "برالوالدين أفضل من الصلاة والصدقة والصوم والحج والعمرة الجهاد في سبيل الله" ٢، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أصبح مرضيا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة، ومن أمسى مثل ذلك، وإن كان واحد فواحدا وإن ظلما وإن ظلما، ومن أصبح مسخطا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى النار وأن أمسى مثل ذلك إن كان واحدًا فواحدًا وإن ظلما وإن ظلما إن ظلما" ٤، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الجنة يوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها عاقٌّ، ولا قاطع رحم"٥، وقال صلى الله عليه سلم: "بر أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك فأدناك" ٦، ويروى أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: "يا موسى إنه من بر والديه وعقني كتبته بارا، ومن برني عق والديه كتبته عاقا"، وقيل: لما دخل يعقوب على يوسف عليهما السلام لم يقم له، فأوحى الله إليه: أتتعاظم أن تقوم لأبيك؛ وعزتي وجلالي لا أخرجت من صلبك نبيا، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما على أحد إذا أراد أن يتصدق بصدقة أن جعلها لوالديه إذا كانا مسلمين فيكون لوالديه أجرها ويكون له مثل أجورهما من غير أن ينقص من أجورهما شيء"٧، وقال مالك بن ربيعة: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال: "نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ


من ١إلى ٧ الغزالي، إحياء علوم الدين ص٢١٦-٢١٧.

<<  <   >  >>