للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما"١.

قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أبر البر أن يصل الرجل آل ود أبيه بعد أن يولي الأب"٢، وقال صلى الله عليه وسلم: "بر الوالدة على الولد ضعفان"٣. وقال صلى الله عليه وسلم: "دعوة الوالدة أسرع إجابة قيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: "هي أرحم من الأب ودعوة الرحم لا تسقط"٤. وسأله رجل فقال: يا رسول الله من أبر؟ فقال: "بر والديك" فقال: ليس لي والدان، فقال: بر ولدك كما أن لوالديك عليك حقا كذلك لولدك عليك حق"٦، أي لم يحمله على العقوق بسوء علمه.

وقال صلى الله عليه وسلم: "ساووا بين أولادكم في العطية"، وقد قيل: ولدك ريحانتك تشمها سبعا وخادمك سبعا ثم عدوك أو شريكك.

وقال أنس رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه سلم: "الغلام يعق عنه يوم السابع ويسمى ويماط عنه الأذى فإذا بلغ ست سنين أدب، فإذا بلغ تسع سنين عزل فراشه، فإذا بلغ ثلاث عشرة سنة ضرب على الصلاة فإذا بلغ ست عشر سنة زوجه أبوه ثم أخذ بيده، قال: قد أدبتك وعلمتك وأنكحتك، أعوذ بالله من فتنتك في الدنيا وعذابك في الآخرة"٧.

ولم تغفل الملة الإسلامية حقوق الآخرين بل إن هذه الحقوق مذكورة في كتب السنة وفي الشروح التي ألفت لتفصيل ما أجمل فيها من الأحاديث النبوية فهي ثروة نبوية في الآداب الآخلاق لا تجدها في أي أمة من الأمم بهذا التفصيل؛ ولقد أفرد الإمام البخاري كتابا اسمه الأدب المفرد يضم الآداب التي يجب على المسلم أن يتحلى بها حتى يفي بحق نفسه حقوق الآخرين في مراتبهم.

ومجمل القول

: "إنها تربية تشمل المراحل الخطرة في حياة النشء. ففي الصبا تكون الملاعبة والمداعبة وحرارة الحضن الدافئ


من ١ إلى ٧: الغزالي إحياء علوم الدين ص٢١٦-٢١٧.

<<  <   >  >>