للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منذ قرون ويعتبر باجتهاده في كثير من مسائل العلم من أئمة الدين، كما يتعبر بكتابته البليغة من فحول الكتاب. وله القدم الراسخة في كتابة الجدل والنقد، ولم يترك الشيخ كأستاذه كثيرًا من المؤلفات؛ لكثرة مشاغله بالمناصب العلمية والإدراية ولمناهضة الخصوم له أكثر حياته.

ومن مؤلفاته: رسالة التوحيد، وشرح نهج البلاغة، وشرح مقامات بديع الزمان، وأملى تفسير سورة البقرة وآل عمران والنساء بطريقة لم يسلكها مفسر في انطباقها على مقاصد الإسلام، وكتب تفسير جزء عم وجزء تبارك"١.

وهكذا كان كل الأعلام من أمثال محمود سامي الباروي، وحفني ناصف ومن بعدهما شوقي وحافظ إبراهيم والعقاد وطه حسين، وغيرهم من أعلام العصر الحديث كان أول تعليمهم القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم والشعر العربي ونحو اللغة وصرفها.

وطريقة التلقين طريقة إسلامية بحتة، ولا تزال هذه الطريقة متبعة في مدارس الأزهر الشريف ومعاهده العلمية، ولذلك يعتبر الأزهر القلعة العلمية الحصينة؛ لأن علوم الدين محفوظة في قلوب أبنائه على مدى الزمان، ولعلنا نلمس ذلك في لجوء الناس إلى علماء الأزهر؛ ليسمعوا منهم العلم والفتوى إذا حزبهم امر أو أصابتهم فتنة استعصى عليهم مجابهتها.

ومن أهم ما يلقن الصبي أيضا الدعاء؛ لأنه مخ العبادة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء مخ العبادة"٢، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم


١ المرجع السابق ص٣٣٧.
٢ رواه الترمذي في أبواب الدعوات رقم ٣٤٣١ طبعة المكتبة السلفية.

<<  <   >  >>