للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحضهم على التعاطف والإيثار؟ "١.

"وإليكم ما قاله الصحابي الجليل "عبد الله بن مسعود" رضي الله عنه في تعداد محامدهم وفضائلهم، ووجوب التأسي بأفعالهم الحميدة، وأخلاقهم الكريمة: "من كان متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا.. اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، وابتعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.

وما زالت الأجيال المسلمة في كل زمان ومكان يرون من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الصالحة في العبادة والأخلاق، الشجاعة الثبات، والعزم والمضاء والتعاطف والإيثار، والجهاد ونيل الشهادة.. وما زال شباب الإسلام في كل عصر يستقون من معين فضائلهم، ويستضيئون بنور مكارمهم، وينهجون في التربية نهجهم، ويسيرون في بناء المجد سيرهم؛ لكونهم خير القرون هديا، وأفضل العصور قدوة.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فيما رواه البيهقي والديلمي: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".

من هذه القدوة الصالحة التي تجسدت في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من تابعيهم بإحسان.. انتشر الإسلام في كثير من الممالك النائية، والبلاد الواسعة البعيدة في شرق الدنيا وغربها.

والتاريخ يسطر بملء الافتخار والإعجاب أن الإسلام وصل إلى جنوب الهند وسيلان، وجزر لكديف ومالاديف في المحيط الهندي،


١- د. عبد الله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، ج٢/ ٤٨٨، دار السلام للطباعة والنشر، الطبعة الثلاثون، ١٩٩٦.

<<  <   >  >>