وإلى التيبت، وإلى سواحل الصين وإلى الفلبين، وجزر أندونسيا، وشبه جزيرة الملايو.. ووصل إلى أواسط أفريقيا في السنغال، ونيجيريا، والصومال، وتنزانيا، ومدغشقر، وزنجبار، وغيرها من البلاد، وصل الإسلام إلى كل هذه الأمم بواسطة تجار مسلمين، ودعاة صادقين أعطوا الصورة الصادقة عن الإسلام في سلوكهم وأمانتهم، وصدقهم ووفائهم ثم أعقب ذلك الكلمة الطبية، والموعظة الحسنة، فدخل الناس في دين الإسلام أفواجا٦.
ولقد تعلم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم التابعون، ونقلوا إلى الدنيا صورة القدوة العظيمة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تأسوا بأسوته واهتدوا بهديه، وفي حسن اقتدائهم بالصحابة صاروا أمثلة عليا في عصورهم، وقدوة أيضا لمن جاء من بعدهم من أجيال أتباع التابعين، ولا تزال هذه السيرة العطرة تنتقل من جيل إلى جيل، وكلهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ملتمس، لذلك كان كل من يقتدي بمعلمه كأنما يرتشف من علم المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فالقدوة تتمثل في كل مربٍّ سار على النهج القويم الذي كان عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في كل عصر ومصر.
ويرى الإمام أبو حامد الغزالي أن المتعلم لا يغنيه كثيرة ما حصل من علم بل إن عليه أن يقتدي بمعلم مربٍّ مرشد يستطيع أن يخرج الأخلاق السيئة من تلميذه بطريقة التربية، ويستبدل ذلك بالأخلاق الفاضلة، فقال لتلميذه بعد ان اطمأن لحفظه القرآن وتحصيل قدرٍ لا بأس به من علوم الشريعة:" ... اعلم أنه ينبغي للسالك "الطالب" شيخ مرشد مربٍّ؛ ليخرج الأخلاق السيئة منه بتربيته، ويجعل مكانها