للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المادي الخالص.

نحن لا نرفض العصر ولا نتقوقع في الماضي، ولكنا نقيم أساسًا إسلاميًّا خالصا نواجه به التراث والفكر المعاصر على السواء.

إن حاجتنا إلى الغرب تتلخص في حاجتنا إلى مفاتيح العلوم التجريبية والتكنولوجية؛ لننقلها إلى لغتنا العربية ومحيطنا الإسلامي.

إن النظرية التي تحاول أن تربط بين العلوم التجريبية والفلسفات هي نظرية باطلة ولن نقبلها. نحن نرفض أن يكون منهج الفلسفة الغربية موازيا لمنهج العلم التجريبي. أما طريقة العيش الغربية فهي لا تناسبنا؛ ذلك لأن لنا منهجا إسلاميًّا خاصًّا في العيش والحياة.

إن أكذب ما ينقل إلينا ونضلل به هو تلك الرابطة الوهمية بين العلم التجريبي وأسلوب العيش الغربي، إن كل ما ينقل إلينا لا يزيد عن أن يكون خامات نشكلها في إطار فكرنا ومعتقداتنا"١.

يقول بعض علمائنا٢:

إن مشكلة الحضارة الغربية كمشكلة الحضارات السابقة في التردي إلى عبادة وثن من صنع المجتمع نفسه وهو "تأليه الدولة" السائد الآن بين ١٩٠ من سكان العالم.

لقد أدى هذا التأليه إلى انهيار ١٤ أو ١٦ حضارة سابقة من عشرين حضارة، وتأليه اليوم أشد إرهابًا؛ لأنه تدعمه أيديولوجيات، وتمكن له التكنولوجيا الحديثة سواء في وسائل الإعلام أو غيرها.


١ أنور الجندي: عالمية الإسلام، مجموعة اقرأ، ص١٣٢، ١٣٣ طبعة دار المعارف سنة ١٩٧٧م.
٢ هو الأستاذ الدكتور/ حسن عباس زكي، من مقال بعنوان "الإيمان يحقق التوازن المفقود في عالمنا المعاصر" بتصرف قليل ص١١ من جريدة الأهرام ملحق الجمعة بتاريخ ١٨/ ١/ ١٩٩٦.

<<  <   >  >>