القصص، وفي مجال المدرسة كانت تقدم الكتب التي تنتقص من قدرنا، وتصم ترايخنا بالضعف وماضينا بالذلة، وسيطر على الجو الفكري كله تيار جديد هدام قوامه الاستهانة بكل القيم وفي مقدمتها الدين والمعنويات، كما فرضت الحضارة على بلادنا أسوأ ثمراتها، لم ترسل لنا إلا تجارة الرقيق الأبيض والكحول ومواد الزينة واللهو بغية تحطيم كيان المجتمع، وبدت في جو مجتمعنا ريح تدعو إلى الرخاوة والمتعة واللذة والتخلص من كل القيود.
ولم تكن هذه الدعوة تهدف إلا إلى تدمير القيم الأساسية لهذا الأمة، قيم المقاومة والصلابة والتصميم وتحويل نظر الأمة عن الجهاد والتضحية والفداء في سبيل الحرية"١.
الترويج لكلمة الرجعية:
يرمي أهل أوربة والدول الاستعمارية الموصوفة بالدول المتقدمة المسلمين بالرجعية التي تعني التخلف والجمود، ويوهمون المسلمين دائما بأنهم يتمسكون بالماضي والدين، ولا يتطورون بتطور الحياة، ويقارنون بين تقدمهم في علوم الطبيعيات وعلوم الصناعات وبين تخلف دول العالم الإسلامي في هذا المضمار، فينسبون تخلف المسلمين إلى تمسكهم بالدين واعتقادهم المتين في منهجه، وتلك مقارنة ظالمة فيها إجحاف للمسلمين، واتهام لا يليق بالدين الإسلامي الحنيف الذي يحقق السعادة لكل البشر إذا ما اتبعوا تعاليمه وساروا على نهجه، هل تحققت السعادة للناس في أوربة بسبب هذا التقدم الحضاري المزعوم؟!
إن ما يصفونه بالحضارة هو في الواقع ليس بحضارة؛ لأن غاية الحضارة تحقيق الأمان للفرد في مجتمعه حتى يعبد الله عز وجل وهو آمن في سربه، ولا نجد للأمان معنى عند هؤلاء.. وبالتالي لا تتحقق العبادة الخالصة لله،