ولما كانت العلمانية ترمي إلى التقليل من شأن الدين، فإنها أثرت في نفوس ضعاف الإيمان وصار الاعتقاد الديني عند بعض أهل دول الغرب دقيقا يغشاه قترة من الشك، ويصحبه شيء من الاضطراب والحيرة حتى تمرد الشباب، وخرج معظمهم عن حدود المألوف حيث تبلبلت أفكارهم، وصار الدين بالنسبة لهم غريبا عنهم، ولم تعد تؤثر فيهم نصائح القديسين ومواعظ القسيسين، وأصبح الأدب في عرفهم ضربا من الجنون والفنون لونا من العبث، ولعلنا نلمس كل ذلك من قراءتنا للمقال الذي كتبه الأستاذ/ فهمي هويدي بجريدة الأهرام تحت عنوان:"الوثنية الجديدة" حيث كتب يقول١:
الوثنية الجديدة:"بقلم فهمى هويدي"
تهمنا للغاية تلك المناقشات المثيرة الدائرة الآن في بريطانيا حول "الوثنية الجديدة" ليس فقط لكي نتابع ما أصاب الاعتقاد الديني من تآكل وتخريب، ولكن أيضا لكي نستشرف مآلات ما يدعونا إليه البعض في بلادنا!
لقد نشرت صحيفة الجارديان في الثاني عشر من الشهر الماضي تقريرا تحت عنوان "الوثنية الجديدة"، وذكرت فيه أن الدوائر الكنسية تبدي قلقا شديدا إزاء تفشي مظاهر الوثنية بين قطاعات متزايدة من الناس حيث انصرف هؤلاء بصورة تدريجية عن الديانة المسيحية، وراحوا يبحثون عن الإشباع الروحي في كائنات الفضاء وعالم الخرافة والتنجيم والخواص السحرية للكريستال وقراءة "الكوتشينة" والكف، وغير ذلك من المصادر المريبة والغامضة، الأمر الذي يعد من علامات "تفكك الإيمان" وانهيار مقوماته ومن ثم فإنه يعد أكبر تحدٍّ يواجه الكنيسة في العصر الحديث.
ذكر التقرير أن الكنائس البريطانية المختلفة كلفت لجنة من خبرائها بدراسة الظاهرة بعد ما بدأت تستحفل في المجتمع الإنجليزي، وقد أمضت اللجنة أربع سنوات في رصدها للتحولات عن الإيمان المسيحي، وكان أبرز ما لاحظته أن ٧٠% من أبناء الشعب البريطاني يعلنون أنهم يؤمنون بالله بينما ١٤% فقط منهم هم الذين يترددون