للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الكنيسة "النسبة في ألمانيا تهبط إلى ٥%، وفي فرنسا ما بين ٣ و٤%، وهؤلاء الذين قطعوا صلتهم بالكنيسة يشبعون أشواقهم الدينية بعيدا عنها، حيث يختاون ما يشاءون من معتقدات وخرافات، خصوصا تلك القادمة من الشرق الآسيوي "مستودع الخرافات" الذي لا ينفد، ويخلطونها بعضا ببعض ثم "يؤمنون" بتلك الخزعبلات، ويعتبرونها دينا جديدًا"!

"سوبر ماركت الروحانيات":

حذر التقرير الذي عنوانه "البحث عن الإيمان" من أن هذا التفلت من الاعتقاد الديني، والتعامل مع الروحانيات بأسلوب الانتقاد من "السوبر ماركت" من شأنه أن يؤدي إلى "انهيار مجتمعنا وتقويض أركان حضارتنا".

نقل تقرير الجارديان عن مطران ونشستر- اسمه ميخائيل نظير علي! قوله: إن تلك "الروحانية الانتقائية" هي نوع من الوثنية الجديدة، وإن المصطلح الذي شاع عنها في الأدبيات الغربية الحديثة. والذي يعتبرها بمثابة "معتقدات العصر الجديد" يثير الالتباس ويخفي حقيقتها؛ إذ هي تستبدل الإيمان المسيحي اليهودي بخزعبلات وخرافات تم تلفيقها طبقا لأهواء بعض الأشخاص.

من الفقرات المهمة في التقدير تصريح على لسان واحدة ممن شاركوا في الإشراف على دراسة الكنائس البريطانية، قالت فيه: "إن تعاظم شأن الفردية في المجتمع الإنجليزي "والغربي بعامة" دفع كل واحد إلى اصطناع الدين الذي يستريح إليه فيمحنه الرضا عن النفس والتفاؤل بالمستقبل، وهو ما دفع أمثال هؤلاء إلى الانقطاع عن الكنسية وإدراة ظهورهم للإيمان الديني التقليدي، ومحاولة إشباع حاجاتهم الروحية بالطريقة التي تروق لهم"!

هذه الطرائق التي اختارها الناس من "سوبر ماركت الروحانيات" توافقوا على تسميتها بديانات العصر الجديد، وهم لم يجهروا بها فحسب، إنما مضوا يرجون لها، ويستقطبون شرائح من الشباب الذي يعاني من الفراغ الروحي، ولا يزال يفتش في "السوبر ماركت" عن اعتقاد يتجاوب معه ويستريح إليه!

وهذه الظواهر أزعجت قيادات الكنيسة الإنجليكانية بطبيعة الحال، فلم يكتفوا بمحاولة تحقيقها ودراستها، والبحث عن كيفية إعادة جذب الشباب إلى الكنيسة مرة أخرى، ولكنهم انتقدوا بشدة دعاة معتقدات العصر الجديد، وفي هذا السياق فإنهم حذروا من أن تلك المعتقدات تعد خطرا يهدد المجتمع، وتؤدي إلى انقسامه وإلى تدمير مقومات الإيمان الصحيح.

وجدت في نشرة "حول العالم" الأسبوعية التي تصدرها من لندن وكالة "قدس

<<  <   >  >>