برس"، متابعة للموضوع فقط ذكرت في عددها الأخير "الصادر في ٢٣-١١" أن أتباع "الديانات الجديدة" لم يلتزموا الصمت إزاء تعريض الكنيسة بمعتقداتهم، فردوا على ناقديهم بقولهم: "إن مطارنة الكنيسة الإنجليكانية هم آخر من يحق لهم انتقاد غيرهم"، فإذا كانوا يتنقدوننا؛ لأننا نؤمن بأشياء غريبة وخرافات، فإنهم أول من باعوا لنا تلك الأشياء الغريبة والخرافات، والكثير مما يقولونه خارج عن العقل ولا يقبله المنطق، إذًا "فما الضير أن يؤمن الإنسان بظواهر غريبة، وإن يزداد الاعتماد على ما يسمى بالخرافات ورموز التطير والتشاؤم حسب تعبير المؤمنين"؟
أضافوا أنه "إذا كان آباء الكنيسة يطالبوننا بالاعتقاد في أشياء خارقة للطبيعة، فإن إيماننا بالخواص الخارقة لكرة الكريستال وعبادة ظواهر الطبيعة يغدو أمرًا سهلًا بالمقارنة".
الشذوذ: تحدٍّ داخل الكنيسة
أضاف تقرير القدس برس أن الكنيسة الإنجليكانية التي توصف عادة بأنها "كنيسة واسعة الصدر" تضم تحت لواءها طوائف وتيارات متعددة، يصل الاختلاف فيما بينها إلى درجة التناقض الكامل إلا أن مأزقها الآن صار مضاعفا فهي من ناحية تواجه تحدي معتقدات العصر الجديد الذي يأتيها من الخارج؛ إذ يشيع الوثنية والإلحاد المتمثل في عبادة مظاهر الطبيعة والإيمان بالسحر والشعوذة والأبراج وقراءة الحظ والطالع غير أنها تواجه تحديًا آخر لا يقل خطورة، يجيء هذه لمرة من داخل الكنيسة ذاتها، وهذا التحدي يتمثل في تنامي حركة "الشاذين والسحاقيات المسيحيين"!
وإذا كانت الوثنية الجديدة تسحب البساط من تحت الكنيسة وتحاصر وجودها ثم تلغيه في نهاية المطاف فإن حركة الشاذين تبقى على الكنيسة لكنها تفرغها من مضمونها وتهتك قداسة تعاليهما الأخلاقية والاجتماعية.
لقد عقدت الحركة احتفالا دينيا كبيرا يوم ٢٣ نوفمبر الماضي في كاتدرائية "ساذان" البريطانية، وحضره أكثر من ألفي شخص من مختلف أنحاء البلاد. وكانت مناسبة الاحتفال الذي استمر يوما كاملا هي ذكرى مرور ٢٠ سنة على تأسيسها!
اللافت للنظر أن ثلاثة مطارنة للأبرشيات الإنجليزية حضروا الاحتفال. كما أن فكرته تحظى بتأييد قادة كنائس إنجليكانية العالم، منهم رئيس أساقفة جنوب إفريقيا ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام، عن كفاحه ضد التمييز العنصري في بلاده.
هذا الحديث أثار انقساما حادا في جسم الكنيسة الإنجليكانية، لا سيما في صفوف الطوائف الإصلاحية والجناح التقليدي لها؛ إذ قرر هؤلاء الرد على