"الاحتفال الشذوذي" بإقامة سلسلة من النشاطات الاحتجاجية، التي تراوحت بين الصلوات والنشاطات الدعائية، في هذا السياق قررت ٥٠ كنيسة إنجليكانية إقامة صلوات قوية ضد ذلك الاحتفال.
إزاء ذلك لم يعد خافيا على أحد أن الكنيسة تعاني من خلافات عميقة حول أمور عدة، منها موقفها من مسألة الشذوذ الجنسي. وعند التحقيق في الأمر تبين أن ثمة مواقف ثلاثة داخل الكنيسة أزاء هذا الموضوع. موقف تبناه المجمع الكنسي العام "السينود" في سنة ١٩٨٧، وهو يرى أن العلاقات الجنسية بين أفراد الجنس الواحد مرفوضة، ويجب أن تقابل بالتوبة.
الموقف الثاني يتمثل في تقرير صدر عن مجلس المطارنة عام ١٩٩١م جاء فيه: يسمح للمؤمنين غير المرسمين ككهنة بممارسة الشذوذ الجنسي في بعض الظروف، ولكن ذلك غير مسموح به للكهنة إطلاقا.
أضاف تقرير قدس برس أن كلا الموقفين يتناقض مع الموقف غير الرسمي المعروف للكنيسة الإنجليكانية، والذي كان مجلس المطارنة يتبناه فعليا حتى وقت قريب، وهو ما تلخصه عبارة:"لا تفعله في الشارع؛ لتخيف الأحصنة المارة" ومعناه: "افعله في صمت وتكتم عليه ولا تثر ضجة من حوله".
ثارت حفيظة المعارضين لاحتفال حركة الشاذين والسحاقيات، ذلك النفوذ المتزايد للجماعات الشاذة داخل الكنيسة الإنجليكانية حتى أن مطران "جلاسجو" الأسقف ديربك رد كلف ألَّف ترنيمةً خاصةً لاحتفال حركة الشاذين، الذي أقيم في كاتدرائية "ساذن".
وقد ألَّف الأسقف رد كلف الترنيمة التي سماها "ترنيمة المعركة"؛ لتكون "صيحة الحرب" التي تحث الجماعات المسحيية الشاذة على مواصلة مسيرة كفاحها في سبل حقوقها "المشروعة" حسب وؤيته.
تقول بعض مقطاع الترنيمة:"إلى الأمام أيها الشاذون المسيحيون سيروا بكل افتخار.. سيروا جنبا إلى جنب نحن نحن لسنا متفرقين.. كلنا جسد واحد شاذون وسحاقيات ومسيحيون.. من أجل المساواة!
وواضح من هذه الكلمات أنها اقتباس استخدام مفردات ومعاني ترنيمة "إلى الأمام يا جند المسيح" الشهيرة التي كانت تزحف على أصدائها حملات الفرنجة "الصليبية" المتجه إلى بيت المقدس والشرق في القرنين الحادي عشر والثاني عشر".
تداعيات لتهميش الدين:
ما الذي جرى حتى تم تخريب الإيمان الديني وتدمير البنية الأخلاقية، والعلاقة بين الأمرين وثيقة وعميقة كما سنرى توًّا....