للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} ١.

وقال: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} ٢.

وقال {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ، فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ، وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ، لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ، إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} ٣.

فالسكوت عن محاربة الظلم الاجتماعي يؤدي إلى منكر، والإسلام لا يدعو إلى منكر والله يقول عن بني إسرائيل إنهم ملعنون؛ لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه.

والرسول يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره".

وقد أمر الإسلام بتغيير المنكر باليد واللسان والقلب فمن حق الحاكم أن يصادر من الأموال ما يراه لازما لحاجة المجموع، وهو يرى الحاكم الذي يسكت عن مغالبة الظلم الاجتماعي وقهره أو ينتسبب في استمراره واستشرائه حاكما جائرا تجب مقاومته جهادا في سبيل الله، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد عند الله كلمة حق عند إمام جائر" ٤.

لقد قدم الإسلام للبشرية منهاجا متكاملا للفكر والحياة والمجتمع والحضارة وهو منهج تطبيقي عملي وليس منهاجا نظريا أو مثاليا، وهذا المنهج هو السنة، والسنة مستمدة من القرآن، وقد سئلت السيدة عائشة عن خلق النبي


١ سورة سبأ: آية ٣٤.
٢ سورة الإسراء: آية ١٦.
٣ سورة الواقعة: آية ٤١- ٤٥.
٤ د/ النعمان عبد المجيد القاضي: الإسلام عقيدة وحياة صـ٧٤.

<<  <   >  >>