المستقبل ستكون بين الشمال والجنوب على أساس أن الإسلام هو العدو المرتقب.
ويؤكد أن الصراع في المستقبل لن يكون بين المسلمين والمسيحيين أو بين المسيحيين واليهود، إنما بين الأقلية التي تؤمن بالله، المسلمين لله بالمعنى الأصلي للكلمة، والأكثرية التي أصبحت لا تستريح لفكرة الله، أي الناس الذين تنحصر عندهم الحقيقة في حواسهم الخمسة، والذين يرون أن الدين خرافات أو خداع للنفس.
وينبه إلى أن العالم الإسلامي إذا لم يرد أن يعيش في مثل هذه الثقافة الواحدة فعليه أن يبذل جهدا هائلا؛ ليحقق "إسلام القرن الـ٢١"؛ حيث تصبح كلمة الله قانونا وتزدهر ثانيا حضارة الإسلام لإيجاد عالم يستخدم في المسلمون التكنولوجيا بعد تهذيبها من اللإنسانية، عالم يصعد فيه المدح والثناء للواحد الأحد ولا يستبد فيه الاقتصاد والحصول على أقصى ربح. وإنما تتحكم فيه متطلبات البشرية المادية والعاطفية والروحية.
هذا يتطلب إعادة تأسيس الفكرة الإسلامية لكي عود المسلمون بالميلاد مسلمين بالإيمان والفعل.
وينبه إلى ضرورة تحقيق الإصلاح في العالم الإسلامي في عدة مجالات من أبرزها التعليم والتكنولوجيا على أساس أن مستقبل الأمة الإسلامية يصنع في هذين المجالين، وإزالة سوء الفهم عن وضع المرأة في الإسلام، وأيضا منحها الحقوق التي قررها لها الإسلام، وتوضيح حقوق الإنسان في الإسلام بأسلوب يفهمه الآخرون وتنقية العقيدة من الخرافات"١.
١ الأهرام -ملحق الجمعة ص١١ حوار أجراء محمد يونس- بتاريخ ١٦/٨/١٩٩٦م.