أوروبا وما سمي بالاستعمار التركي لبعض المناطق الأوربية.
كما أن جزءا من أسباب المشكلة يرجع إلى المسلمين أنفسهم؛ فبعض الأئمة الذين ترسلهم الحكومات للعمل في المراكز الإسلامية بالغرب ليسوا على المستوى اللائق، وبعضهم يتحدث عن الإسلام بطريقة منفردة، فمثلا ذكر أحد هؤلاء الأئمة أن الإسلام والديقراطية لا يجتمعان!
ولكن هذه المضايقات تتم أيضا تجاه الأجانب بصفة عامة، فالتيار ليس ضد الإسلام، وإنما ضد العناصر الأجنبية، والألمان على سبيل المثال لا يرضون بوجود أكثر من ١٥% من الأجانب وبعض الأوروبيين يخشون على ثقافتهم من تأثير الوجود الأجنبي، ففي فرنسا يشير البعض إلى أن أكثر اسم يطلق على الأطفال المولودين هو اسم "محمد" أي أن هناك قلقًا من جزء غير قليل من الناس ينتمون إلى هوية أخرى.
ويؤكد أن ما يتعرض له الإسلام إنما يأتي في أحيان كثيرة من بعض الاتجاهات السياسية التي تتحدث بشكل غير عادل عن الإسلام، فعلى سبيل المثال تعرضت كاتبة ألمانية كبيرة هي الدكتورة شميل لهجوم عنيف في وسائل الإعلام الألمانية بسبب موقفها الرافض لرواية آيات شيطانية، وهذا الاضطهاد الذي تعرضت له كان لأسباب سياسية وليس لأسباب دينية.
ويرى محدثنا أن العبء الأساسي في الدعوة إلى التسامح يقع على عاتق كل مسجد والكنيسة؛ لأن الاتجاهات العامة لدى بعض الناس قد تكون أميل إلى رفض الآخر، في حين أن التدين الحقيقي هو الذي يؤكد على قيمة التسامح، ويضيف: لقد وجدت في القرآن شيئا غير عادي لم أره في أي ديانة أخرى؛ وهو الإشارة إلى التعددية الدينية، والتعددية الحضارية:{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} فالقرآن الكريم يعطي للديانات الأخرى ضمانا دستوريا، ومن ثم فليس الهدف هو تحويل العالم إلى عالم إسلامي وإنما إلى عام مؤمن بالله وحده لا شريك له.
وحول رؤيته لمستقبل الإسلام يقول: إن كل المؤشرات تؤكد أن الإسلام في تقدم مستمر ولا يتوقع أحد أن يختفي الإسلام في المستقبل، وإنما يمتد بل وينفجر، فيضع جنرالات الناتو في حسبانهم أن أكثر الموجهات العسكرية المحتمل حدوثها في