للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو واحب عن ماهية الوحي الإسلامي؛ لأنهم يطرحون -كقاعدة ثابتة- استناد محمد علي ما سبقه؛ ليبعدوا بهذه الطريقة عن الذهن كل اتصال له بمسألة الوحي بالذات.

وإلى جانب هذا، أي ازدراء لم يجابه به المسلمون في بعض الأوساط المسيحية؟ لقد لمست ذلك عندما حاولت عقد حوار للمقابلة بين نصوص توراتية ونصوص قرآنية تتناول موضوعا واحدًا، ولاحظت الرفض المبدئي لمجرد اعتبار ما يتضمنه القرآن في الموضوع المطروح، كما لو كان الاستشهاد بالقرآن بمثابة انتماء إلى الشيطان!.

كما نستدل على تشويه صورة الإسلام في الغرب من الحوار الذي أجراه بعض الصحفيين مع الدكتور الألماني مراد هوفمان حين سأله عن هذا المعنى، وعن المضايقات التي يتعرض لها المسلمون اليوم في أوربا، قال هوفمان"١:

"هناك بالفعل مضايقات تجاه المسلمين في أوروبا، وتشويه للإسلام؟؛ لأسباب بعضها تاريخية تمتد على فترة الحروب الصليبية وتبعاتها، والعلاقات بين الدولة العثمانية


١ المفكر والسفير الألماني السابق د. مراد فوفمان: كرمته مصر خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الأسبوع الماضي حيث منحه الرئيس حسني مبارك وساما؛ لجهوده المتميزة في خدمة الفكر الإسلامي الصحيح.
وللدبلوماسي الألماني الذي عكف على دراسة الإسلام عدة سنوات رؤية ثاقبة حول حال الأمة الإسلامية اليوم والقضايا التي تواجهها.. وفي هذا الحور معه تتطرق إلى عدد من هذه القضايا، وبخاصة تشويه صورة الإسلام في الغرب، والمضايقات التي يتعرض لها المسلمون في أوروبا وآفاق الحوار والتعاون بين الأديان، خاصة أن أحدث دراسة صدرت له باللغة العربية كانت بعنوان "الإسلام عام ٢٠٠٠".
والدكتور هوفمان ولد في ألمانيا عام ١٩٣١، حصل على الدكتوراه من جامعة ميونخ عام ١٩٥٧، كما حصل على الماجستير في القانون من جامعة هارفارد عام ١٩٦٠، والتحق

<<  <   >  >>