للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحد وإنه لشيء ينذر بالسوء ويؤذن بوقوع الكوارث والنكبات.

وبسبب الاختلاط تشبهت البنات بالبنين، وتشبه الفتيان بالفتيات، حتى إنه يصعب على الرائي في بعض الأحيان أن يميز بين الذكر والأنثى في زحام الطلبة والطالبات؛ لتشابه الجنسين في الملبس، كما قد نجد أيضا التفنن في ارتداء الأزياء الصارخة في الإثارة، والتي كثيرا ما تبرز مفاتن البنت أو تصف ما تحتها.

وقد حرم الإسلام على المرأة أن تلبس من الثياب ما يصفُ وما يشفُّ عما تحته من الجسد، ومثله ما يحدد أجزاء البدن، وبخاصة مواضع الفتنة منه، كالثديين والخصر والردف نحوها١.

وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس -"إشارة إلى الحكام الظلمة أعداء الشعوب"- ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" ٢.

وإنما جعلن "كاسيات" لأن الثياب عليهن، ومع هذا فهن "عاريات" لأن ثيابهم لا تؤدي وظيفة الستر؛ لرقتها وشفافيتها، فتصف ما تحتها، كأكثر ملابس النساء في هذا العصر.

والبخت نوع من الإبل، عظام الأسنمة، شبه رؤوسهن بها؛ لما يرفعن من شعورهن على أوساط رءوسهن، وكأنه -صلى الله عليه وسلم- كان


١ د/ يوسف القرضاوي" الحلال والحرام ص٨٤.
٢ رواه مسلم: باب النساء الكاسيات العاريات، ج٦ ص١٨٦ طبعة دار الجيل ببيروت.

<<  <   >  >>