للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن تظهر زينتها في مجتمع الاختلاط، وتسرف في استعمال مواد الزينة المختلفة والثياب وغير ذلك من الأشياء التي تعمل على حسن المنظر وبهجة المظهرة، ومن ذلك أيضا ما ينفقه الرجل هو الآخر على أناقته وحسن مظهره، وطلب آخر صيحة في مجال الحلل وملابس الرجال، مما يرهق الأسر، ويرهق اقتصاد الدولة كله نتيجة هذا السرف والمبالغة في إبداء الزنية وحسن المظهر.

إننا نجد في مجتمع الجامعة مثلا أن عدد الموظفات في إدارة الجامعة بالنسبة إلى عدد الموظفين ربما يزيد إلى الضعف، نجد المرأة فيه تزاحم الرجل والاختلاط في الجلوس على المكاتب من الأمور الطبيعية جدًّا، وقد تفوح روائح أصناف العطور المختلفة المنبعثة من النساء، وكأنهن لا يعملن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا". "يعني زانية" ١.

كما ورد في الخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيما امرأة ستعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية، وكل عين زانية" ٢.

أما في مجال التعليم فنجد الاختلاط بين الجنسين في الجامعة كأنه صار سنة متبعة، وكان الاختلاط في بدء الأمر فيه احتشام وفيه احترام، لكن مع طول العهد ومرور الأعوام، ومع فعل المسلسلات الإذاعية والإعلام الفاسد تخلت الطالبات -في الأغلب- عن الاحتشام، وصرن يحرصن على لقاء الشباب، ولم يعد هناك غض للأبصار ولا احترام للمحرمات، وأصبح حرم الجامعة مباحا للقاء الجنسين، واستئناس كل منهما بالآخر، ولا نجد في ذلك غضاضة من


١ الترمذي، الجامع الصحيح، ج٥، ص١٠٦ الحديث رقم ٢٧٨٦.
٢ النسائي، سنن النسائي ج٨ ص١٥٣ طبعة دار القلم ببيروت.

<<  <   >  >>