للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما المؤمنون فسيبحثون؛ لأن قضاءه -صلى الله عليه وسلم- نبراس, وقضاء حق للأمة أولها وآخرها، ولا محيص من الرجوع إلى السنة في ذلك، فإن كان هؤلاء مؤمنين فيسيروا مع ركب الأمة، وإلّا فقد وسموا أنفسهم بالزيغ والخروج عن سبيل المؤمنين.

قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} ١.

من لم يأخذ بالسنة فقد كفر بالقرآن:

قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ٢.

والبيان هو التبيلغ والإيضاح والشرح والإظهار، فهل بيَّنَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأطاع ربه في ذلك البيان"٣.

فإن قالوا لم يبيّن فقد كفروا, وإذًا فقد بيَّنَ بجميع وجوه البيان, فإن اعترفوا بذلك، فالبيان هو السنة، فلا يسعهم إلّا الرجوع إليها كما رجع إليها المؤمنون.

روى الحاكم في المستدرك عن الحسن قال: "بينما عمران بنحصين يحدِّث عن سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم، إذ قال له رجل: يا أبا نجيد! حدثنا بالقرآن، فقال له عمران: أنت وأصحابك تقرأون القرآن، أكنت محدثي عن الصلاة وما فيها وما حدودها؟ أكنت محدثي عن الزكاة في الذهب والإبل والغنم والبقر وأصناف المال؟ ولكن شهدت وغبت أنتم, ثم قال: فرض علينا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الزكاة كذا وكذا، فقال الرجل: أحييتني أحياك الله, قال الحسن:


١ سورة النساء ١١٥.
٢ سورة النحل ٤٤.
٣ الخطيب البغدادي، كتاب الكفاية ص١١.

<<  <   >  >>