للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكيف نعرف قصر الصلاة، وكيف نعرف معنى قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} ١

وكيف نعرف معنى قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ} ٢.

كيف نفهم هذه الآيات وغيرها إذا لم نعرف أسباب النزول؟

لا سببيل لذلك إلّا بالرجوع إلى السنة.

وقال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ٣.

فهل حكَّم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرسولَ فيما شجر بينهم واختلفوا فيه؟ وبماذا حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ وبماذا قضى؟ بآباءنا هو وأمهاتنا, وقد أمر الله -عز وجل- أن لا يجد أصحابه -صلى الله عليه وسلم- حرجًا مما قضى ويسلموا تسليمًا؛ فلا تردد في ضمائرهم، وإنما هو التسليم المطلق؛ لأن معناه حق"٤.

ويقول الخطيب البغدادي يرد على من زعم الأخذ بالقرآن فقط:

وهذه النابتة في زماننا ألَا يجب عليهم أن يبحثوا عَمَّا قضى به رسول -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه، وأن لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضى, ويسلموا تسليمًا؟


١ سورة الأحزاب ٣٦.
٢ سورة الأحزاب ٣٧.
٣ سورة النساء ٦٨.
٤ الخطيب البغدادي، والكفاية في علم الرواية ص ٨، ٩.

<<  <   >  >>