للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حرامًا حرَّمْنَاه، ألا وإن ما حرم رسول الله -صلى الله عليه سلم- مثل ما حرم الله -عز وجل" ١.

قال الخطيب البغدادي في كتاب الكفاية ما نصه:

"ومن يزعم أنه لا يأخذ بالسنة، ويكتفي بالقرآن، بأي مبرر استجاز ذلك لنفسه؟ لا يستطيع أن يأتي بدليلٍ من القرآن على ترك ما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وكان يجب عليه أن يأتي بنصٍّ صريح من القرآن، أن لا نتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم, إلّا فيما جاء صريحًا في القرآن.

وإن مَنْ يريد فَهْمَ القرآن لا يستطيع أن يفهمه كما ينبغي أن يُفْهَمَ، إلّا إذا أحاط بأسباب النزول، وفي الظروف والمناسبات التي نزل فيها، فإن القرآن الكريم نزل بالتوالي مدة ثلاث وعشرين سنة، في أحوال خاصة, ووقائع خاصة.

فكيف نستطيع أن نعرف معنى قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ} ٢، إن لم نعرف سبب نزولها.

وكيف نعرف معنى قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} ٣.

وكيف نعرف معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} ٤.


١ الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرواية، بمراجعة عبد الحليم محمد عبد الحليم وعبد الرحمن حسن محمود، طبعة دار الكتب الحديثة القاهرة سنة ١٩٧٢.
٢ سورة القيامة ١٧.
٣ سورة المجادلة ١.
٤ سورة النجم ١٤.

<<  <   >  >>