للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة" رواه البخاري ومسلم, وما روي عنه -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الترمذي بسنده, عن عبد الله بن عمرو, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لزوالُ الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" ١.

وهناك أحاديث كثيرة تبين لنا الآداب وفضائل الأعمال التي بثَّها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في نفوس الصحابة, وطهَّرَ بها قلوبهم, ومحا ما علق بها من آثار الجاهلية.

هكذا سلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- مسلكًا راقيًا في توجيه صحابته، وهذا المسلك يعتبر من أعظم المناهج في التربية؛ لأن قوامه الرأفة والرفق والموعظة الحسنة، استطاع به أن يحوّل كثيرًا من العرب إلى رجال صالحين ونساء صالحات, بصبره عليهم ورأفته بهم, فنقلهم من رعاة إبلٍ غلاظٍ يشعلون الحرب لأوهى الأسباب, إلى قادةٍ عظماء هداة مرشدين.

ومن يقرأ كتب السنة يدرك مدى جهاده -صلى الله عليه وسلم- في تعليم العرب رجالًا ونساءً, وصبره عليهم، ولسوف يطَّلِعُ على أمورٍ في التعليم والتربية من أمتع وأعظم الأساليب في هذا المجال، ثم إنهم من بعده نهضوا بهذه التربية خير نهوض حين فتحوا البلاد شرقًا وغربًا، برًّا وبحرًا, فكانوا مشاعل هداية أوصلوا نور الإسلام إلى جميع البشرية.


١ الترمذي، جامع الترمذي, باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن, ج٤/ ١٦, من طبعة مصطفى البابي الحلبي.

<<  <   >  >>