للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} في آيات يكثر إيرادها، ويطول تعدادها، ووصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصحابة مثل ذلك، وأطنب في تعظيمهم، وأحسن الثناء عليهم١.

وروي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختارني، واختار أصحابي، فجعلهم أصهاري، وجعلهم أنصاري، إنه يجيء في آخر الزمان قوم ينتقصونهم، ألا فلا تناكحوهم، ألا فلا تنحكوا إليهم، ألا فلا تصلوا معهم، ألا فلا تصلوا عليهم، عليهم حلت اللعنة"٢.

والأخبار في هذا المعنى تتسع، وكلها مطابقة لما رود في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة، والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله لهم، المطلع على بواطنهم، إلى تعديل أحد من الخلق, فهم على هذه الصفة إلّا أن يثبت على أحد ارتكاب ما لا يحتمل إلا قصد المعصية والخرج من باب التأويل، فيحكم بسقوط العدالة, وقد بَرَّأَهم الله من ذلك, ورفع أقدارهم عنده، على أنه لو لم يرد من الله -عز وجل, ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه, لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، والقطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم


١ المصدر السابق ص٩٤.
٢ المصدر السابق ص٩٦.

<<  <   >  >>