للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حصلت السعادة بتلك الولادة، ورتبت بالتربية، واختصت برضاع الاصطناع في قماط الاغتباط، بواسطة قابلة الإقبال، وداية الهداية.

وكانت بداية دولة آل سلجوق قد جلبت نهاية ملك المحموديين، حيث انكسر مال الخراج، وكانت أعمال طوس من المدن التي انكسر فيها.

وقد استحصل سوري خمسين ألف درهم من الشيخ أبي الحسن، واستوفى منه كل ما لديه من ضياع وعقار وأثاث مما قدر بثلاثين ألف درهم، بينما سجل الباقي عليه قبالات «١» ، ثم فرّ سوري إلى غزنين، وجاء الشيخ أبو الحسن إلى بيهق مع نظام الملك، الذي كان فيه حنكة الشيوخ مع كونه طفلا، وبرد شبابه كان طراز الكبر، وثوب صباه علم الكياسة والشهامة. روى جدي شيخ الإسلام أميرك رحمه الله، بأن رئيس هذه الناحية في ذلك الوقت، كان الرئيس حمزة بن محمد بن الفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى، بينما كانت دار رئاسة خسروجرد في قصر شرف الرؤساء أبي عبد الله محمد بن حمزة. وفي ذلك الوقت، كنت قد طلبت إعفائي من منصب القضاء، بسبب الاضطراب والفترة، ثم جئت إلى بيهق. وفي يوم من الأيام ذهبت إلى الرئيس حمزة، لأداء آداب التحية والسلام، وقد رأيت الشيخ أبا الحسن البندار في وسط السوق جالسا في أحد الدكاكين، وكان معه نظام الملك، الذي كان في عهد الصّبا تهبّ عليه نسمات صبا الشهامة، فقال لي: إنني انتظر هنا منذ الصباح الباكر ولم أعط إذنا بالدخول.

فما كان مني إلا أن دخلت وسألت الرئيس حمزة، وكان مما قلته أثناء كلامي:

إن الشيخ أبا الحسن كان صاحب دولة، وكان من الكفاية والهداية رئيسا على رأس العصر، فأبعده عقال العلل عن إقدام العمل، وهو اليوم [٨٠] تعب بضربة النوائب، مقطوعة علائقه بالدولة بسبب شربه شراب المصائب؛ حتى ابتلي بذل الحجّاب،

<<  <   >  >>