وقد قيل إنه اجتمع في مجلس عزائه: الوزير [أبو] المظفر البزغشيّ «١» ، وقاضي القضاة أبو الهيثم، وقاضي القضاة صاعد، ولما هم الوزير [أبو] المظفر بالانصراف والركوب، أخذ قاضي القضاة أبو الهيثم ساعده وأعانه على الركوب.
وكان جدي الرئيس العالم أبو القاسم البيهقيّ من أحرار الدهر، وأفاضل العهد، وقد ذكر له في الكتب هذه الأبيات من شعره «٢» :
[١١٠] نصيبك من قلبي وروحي وافر ... وفي الحب قد أقللت منك نصيبي
ومن أجل أني قد أحبك خالصا ... أرى الناس أعدائي ولست حبيبي
ألمّ بقول القائل:
* لقد جعلت هذه اللمحة التي رأيت وجهك فيها ... جميع الخلق أعدائي، ولم تصبح أنت حبيبي
وقال في رثاء ولده أبي شجاع الحسين:
إذا تذكرت أياما مضين لنا ... بكيت من فرط أحزاني على ولدي
بكى فؤادي على نجلي ولا عجب ... بكاء قلبي من حزني على كبدي
ومن منثوره: الدهر يصون ثم يخون؛ ويربي ثم يردي، ويهدي ثم يضل، ويعز ثم يذل؛ ويرفع ثم يخفض، ويبسط ثم يقبض؛ وفيه يفسد ما كان وما يكون، ومن