وحبسا، فلما أحضر الأمير أبو الفضل، بين يدي السلطان محمود، أمر بإطلاق سراحه.
ولما ذهب السلطان محمود في ذلك الوقت إلى ولاية كابل ليستعيد حقه من أخيه الأمير إسماعيل بن سبكتكين، أناب عنه الأمير زيادا في إمارة خراسان، وأودعت دار الملك بنيسابور لديه [١٣١] وذلك في سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة، وقد توجّه الأمير أبو سعيد سيمجور «١» آنذاك إلى نيسابور، فألقى الأمير زياد عليه القبض وحبسه، وسكنت الفتنة، ووصلت إليه من حضرة بخارى رسالة بمدحه.
وقد كان في حصن جومند، عند ما أو كل أمر محاصرته إلى نصر بن الحسن بن فيروزان- وهو خال فخر الدولة علي بن بويه-، حين عاد مستوحشا من قومس؛ وكانت الذخائر والسلاح في ذلك الحصن كثيرة، وأما قومس فقد كانت من ولاية الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير.
وقد ظنّ نصر بن الحسن- لأنه أصبح نائبه في حصن جومند- أنه سيستولي على تلك النواحي وما فيها بتلك الوسيلة والعدة.
وكان نائب الأمير قابوس [آنذاك هو] حميد بن مهدي، فوقعت نزاعات بين حميد والأمير زياد أدت إلى الحرب، وقد وصل إلى حميد بن مهدي مدد من الديالمة والعرب من مدينة جرجان، ولما لم تكن لزياد طاقة بذلك، فقد انحدر إلى مزينان، فأحاط به عدد كبير من العرب، فما كان من غلمانه إلا أن تركوه ولم يبدوا أية مقاومة أو دفاع، لكنهم: