وذلك غدوة يوم الجمعة لليلة بقيت من شهر ربيع الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة، ثم إن الأمير فياضا الذي كان مقدم العرب قام بأسر الأمير أبي الفضل زياد، ونقله إلى جرجان، وهناك أسلم زياد روحه إلى قابض الأرواح في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة، وقد قال الإمام علي بن أبي الطيب النيسابوريّ «٢» في رثاء الأمير زياد:
أمير ولكن ما على الموت آمر ... زياد ولكن لا يزيد على العمر
له مؤنس لكنّما الموت موحش ... له خدم لكن تفرّد في القبر
فلا تأمننّ الموت يوما وليلة ... فإنك في بحر ولا أمن في بحر
وقد أوكل الأمير زياد أمر حصن جومند إلى أبي نصر أحمد بن محمود الحاجب، وأوكل أبو نصر ذلك إلى نصر بن الحسن بن فيروزان بحكم الصداقة التي كانت بينهما.
[١٣٢] ثم أمر الأمير قابوس بتدمير ذلك الحصن في رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة.
قال مصنف كتاب مزيد التاريخ «٣» : كنت قد ذهبت عند الأمير زياد، وآثار الحزن عليّ ظاهرة، فقال الأمير زياد: الجندي إذا مات حتفا موت العنز على فراش العجز، ولم يمت قعصا تحت ظلال الحتوف، بين الأسنة والسيوف، فموته موت