وعلق في الأسواق ثلاث غرائر وقال: أريد ملء هذه ذهبا. فثار عليه العامة فقتلوه ومن معه، فركب الغز ودخلوا نيسابور ونهبوها نهبا مجحفا، وجعلوها قاعا صفصفا، وقتلوا الكبار والصغار وأحرقوا وقتلوا القضاة والعلماء في البلاد كلها، فممن قتل ... «١» ، ولم يسلم من خراسان شيء لم تنهبه الغز غير هراة ودهستان لأنها كانت حصينة فامتنعت» «٢» .
ثم يتحدث عن اجتياحهم نيسابور ليقول إنه تم في شوال ٥٤٩ هـ، فيقول:
«فقصدوا نيسابور فمروا بطوس وهي معدن العلماء والزهاد، فنهبوها وسبوا نساءها وقتلوا رجالها وخربوا مساجدها ومساكن أهلها. ولم يسلم من جميع ولاية طوس إلا البلد الذي فيه مشهد علي بن موسى الرضا ومواضع أخرى يسيرة لها أسوار ...
وساروا إلى نيسابور فوصلوا إليها في شوال ٥٤٩ ولم يجدوا دونها مانعا ولا مدافعا فنهبوها نهبا ذريعا وقتلوا أهلها فأكثروا حتى ظنوا أنهم لم يبقوا بها أحدا، حتى إنه أحصي في محلتين خمسة عشر ألف قتيل من الرجال دون النساء والصبيان، وسبوا نساءها وأطفالها وأخذوا أموالها وبقي القتلى في الدروب كالتلال بعضهم فوق بعض، واجتمع أكثر أهلها بالجامع المنيعي تحصنوا به، فحصرهم الغز، فعجز أهل نيسابور من منعهم، فدخل الغز إليهم فقتلوهم عن آخرهم. وكانوا يطلبون من الرجال المال فإذا أعطاهم أحد قتلوه. وقتلوا كثيرا من أئمة العلماء والصالحين منهم محمد بن يحيى الفقيه الشافعي [يقول الآقسرائي: إنه مات تحت التعذيب] «٣» ... ورثاه جماعة من العلماء