٥٨. غرر الأمثال ودرر الأقوال، مجلدان (مشارب؛ كشف، ٢/١٢٠٠؛ هدية، ١/٧٠٠؛ الذريعة، ١٦/٣٧) . كتاب رتب فيه الأمثال العربية على الحروف وشرحها. قال حاجي خليفة إن هذا الكتاب من مآخذ الميداني. قلت: هو وهم منه فالبيهقي تلميذ الميداني وليس العكس. توجد مخطوطته الناقصة الأول والآخر في ليدن ببلاد هولندا في مكتبة معهد لو كدونو باتافيا تحت الرقم ١٠٤٤، تقع في ٢٥٥ ورقة.
وقد طبعها طبعة تصويرية وقدم لها السيد محمد حسين الحسيني الجلالي بمدينة شيكاغو. وقد آثرني بآخر نسخة لديه من هذه الطبعة، فله جزيل شكري. ولما كان قد ذكر فيه كتابه معارج نهج البلاغة الذي انتهى من تأليفه في ١٣ جمادى الأولى سنة ٥٥٢ هـ فيكون كتابه الغرر قد ألّف قبل هذا التاريخ وقد أهداه إلى أحد كبار شخصيات بلاط السلطان سنجر، وهو المكين يمين الدين ويمين الدولة أبي علي أحمد بن إسماعيل بن أحمد العارض المتوفى سنة ٥٥٣ هـ الذي قال عنه العماد الأصفهاني:
«التجأ إلى سنجر حتى تمت حادثته فعاد إلى أصفهان»«١» . ولا ندري المقصود ب «تمت حادثته» ، هل هو إلقاء القبض على سنجر من قبل الغز الذي حدث في ربيع الأول أو جمادى الآخرة سنة ٥٤٨ هـ، أم وفاته التي حدثت في ٥٥٢ هـ؟ ومهما يكن فإن المديح المبالغ جدا الذي كاله المؤلف للمكين أبي علي هذا في مقدمة الجزء الثاني من الغرر (الورقة ١٣٦ ب) يدلّ على أنّ المكين كان ما يزال يتولى عمله في الديوان، وكما يقول