الختام لحميد الله، وأنه ليس غير شيء قليل لا يعدو صفحات محدودة قد لا تجاوز الخمسين، وأن هذه المقابلات التي أثبتها الأستاذ «حميد الله» لم تكن بعضا وإنما كانت كلا.
بعد هذا أكاد أكون قد أنهيت كلمتي عما يثار عن «المعارف» وصلته بالكتابين اللذين لابن حبيب، وهما: المحبر والمنمق، وقد قلت كلمتي في تفصيل في مقدمة الطبعة الأولى للمعارف عن الأول وهو «المحبر» وكان لا بد من أن أسوق كلمة مفصلة عن «المنمق» بعد أن وجدت الأسباب بين يدي، وعذرى قبل عند طبعي كتاب «المعارف» طبعته الأولى أنى لم تقع لي نسخة من كتاب المنمق، وأن اعتمادي كان على كلمة الأستاذ «حميد الله» . وحين وقعت لي نسخة من كتاب «المنمق» كان لا بد من دراسة وافية له كالتي سبقت من كتاب «المحبر» لأنتهى منها إلى مثل الحكم الّذي انتهيت إليه مع كتاب «المحبر» .
والآن لعلى أكون قد قضيت في تلك القضية بما لا يدع مجالا بعد لشك يثار ورددت الأمر إلى حيث يجب أن يرد إليه، وأن كتاب «المعارف» هو لابن قتيبة خالصا لم يأخذ فيه عن «المحبر» كما لم يأخذ فيه عن «المنمق» ، ولن يضير ابن قتيبة أن يكون قد شارك من سبقوه أو عاصروه في موضوعات بعينها فما أكثر ما نجد من مشاركة بين المؤلفين السابقين لا سيما حين يتناولون أغراضا مشتركة كتلك التي كانوا كثيرا ما يتناولونها وكثيرا ما يتحدثون فيها حديثا يكاد يكون واحدا، لأنهم كانوا جميعا شبه نقلة عن معين واحد، ليس لهم إلّا تلوين يختلف اختلافا يسيرا، وما عاب هذا جهودهم المشكورة، ولا نقصهم حقهم فيها.
٦ وبعد:
فلقد كان المطبوع من هذا الكتاب في طبعته الأولى ألفا، وكان هذا لظروف ترجع إلى القصد، فكان شيوعه محدودا، وبقيت تلك الطبعة مقصورة على أعداد لا تعدوها، لذا كنت حريصا على أن أعيد طبعه، وأن أضم إلى طبعته