كما نسبت إليه أيضا وصية إلى ولده، نشرها الدكتور إسحاق موسى الحسيني في مجلة الجامعة الأمريكية ببيروت، عن مجموعة خطية محفوظة بمكتبة تلك الجامعة.
وإن أسلوبها ليكاد يوحى بأنها لغير ابن قتيبة.
وما من شك في أن النظر في كتب ابن قتيبة، واستقصائها ثم استصفائها، لموضوع جدير بأن يفرد له بحث مستقل، وما هو بالقليل.
غير أن الّذي يعنينا بما سقناه من مؤلفات ابن قتيبة هو أن ندلل لك، على أن تلك البيئة التي بسطنا لك أمرها، شغلت ابن قتيبة بها ولم يكد يفلته ركن لم يشارك فيه.
شارك في محنة خلق القرآن وكان له فيها رأى، وشارك في فتنة المشبهة والمجسمة، وكان له فيها رأى وشارك في الخلاف النحويّ بين البصرة والكوفة، وجعل بينهما مدرسة ثالثة في بغداد، وكان هو زعيمها وشارك في تفضيل العرب على العجم، حين رأى الشعوبية تزداد وتنتشر. ورأى العصر عصر إلمام ومشاركة في كل العلوم فكان إماما من هؤلاء الأئمة المشاركين.
ولكنّا قبل أن نمضي إلى كتاب «المعارف» نفرده بكلمة مستقلة، نسوق إليك جملة من رأى العلماء عن ابن قتيبة.
أما عن عقيدته فقد وثقه فيها قوم واتهمه فيها آخرون، يجعله «ابن تيمية» لأهل السنّة مثل الجاحظ لأهل المعتزلة «١» .