يحيوا بعد الموت، والله ما يهلكنا إلا الدهر" فقال الله ردًّا عليه في دعواه في سورة الجاثية: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}(الجاثية: ٢٤).
وكان عليه دَين لخباب بن الأرت أحد رجال المسلمين، فتقاضاه إياه فقال العاصي: "أليس يزعم محمد هذا -الذي أنت على دينه- أن في الجنة ما يبتغي أهلها من ذهب أو فضة أو ثياب أو خدم؟ قال خباب: بلى، قال: فأنظرني إلى هذا اليوم، فسأوتى مالًا وولدًا وأقضيك دينك، فأنزل الله في سورة مريم:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا}(مريم: ٧٧ - ٨٠).
ومن جماعة المستهزئين الأسود بن عبد يغوث الزهري، وهو ابن أخي آمنة أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو من بني زهرة أخوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم، كان إذا رأى أصحاب النبي مقبلين يقول:"قد جاءكم ملوك الأرض! استهزاءً بهم؛ لأنهم كانوا متقشفين، ثيابهم رثة، وعيشهم خشن، وكان يقول لرسول الله سخرية: أما كُلمت اليوم من السماء؟! ".
ومنهم الأسود بن المطلب الأسدي، ابن عم خديجة، كان هو وشيعته إذا مر عليهم المسلمون يتغامزون، وفيهم نزل في سورة المطففين:{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ}(المطففين: ٢٩ - ٣٢).
ومنهم الوليد بن المغيرة عم أبي جهل، كان من عظماء قريش، وفي سعة من العيش، سمع القرآن مرة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لقومه بني مخزوم: "والله لقد