للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سابعًا: منطق معكوس:

إذا فسد الناس وفسدت القيم نجد أنَّ المعروف يصبح منكرًا، والمنكر يصبح معروفًا، ويؤمَّن الخائن ويخوّن الأمين، ويحكم الرويبضة، وهو الرجل التافه الحقير، يتكلم في شئون العامّة، لقد وقف عمرو بن العاص يصف هؤلاء المؤمنين الأتقياء الأنقياء بالسفهاء، وأنّهم فتية صغار أغرار، يوجههم طيشهم وضعف عقلهم وفهمهم، أمّا الذين يعبدون الأصنام الحجرية أو البشرية فهؤلاء أصحاب عقول كبيرة، وتصرفات سليمة مليئة بالحكمة، تأمّل قول عمرو: أنَّ فتية منا سفهاء، فارقوا دين قومهم، ووالله الذي لا إله إلا هو إنَّ السفيه هو الذي يرغب عن ملة الإسلام، وعبد الطاغوت وسجد للأوثان والأصنام، قال تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} (البقرة: ١٣٠).

ثامنًا: لقد كان هدف قريش من إرسال سفيريها إلى الحبشة وملكها وبطارقتها هو إعادة المهاجرين بدينهم إلى أعتى قلاع الشرك، وفاتنة أهل الإيمان مكة، وقد كان أسلوب عمرو بن العاص في استجلاب البطارقة، وأسلوبه في التحريض على المسلمين، يخدم هدفه ويتناسب تمام التناسب مع الهدف الخبيث، فجاء بأسلوب ذكي، فيه من الغمز والتحريض ما يثير التعاطف ضد المسلمين، تأمَّل عبارته: إن فتية منَّا سفهاء، فارقوا أقوامهم في دينهم، ولم يدخلوا في دينكم، ومع هذا جاءوا لاجئين إلى الملك، يعيشون في حمايته، ويخالفوا دينه.

تاسعًا: يحرم السجود لغير الله من بشر أو شجر أو حجر:

هذا ما نطق به جعفر وتعلّمه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فالسجود عبادة تدل على التذلل والخشوع والانكسار، وهذه العبادة لا تكون إلّا لله -سبحانه وتعالى، وينبغي ألّا تكون

<<  <   >  >>