يُستخلَص منها جواز الاستعانة بالمشرك، واتخاذه دليلًا إذا لم يعرف عنه العداوة والغدر والخيانة، واشتُهِر بالصدق والوفاء، فليس بمستهجن أن يتَّصف بعض غير المسلمين ببعض الصفات الحسنة؛ كالكرم والشجاعة والنجدة والوفاء والصدق، وهذا غير الولاء، فإنه لا يحل اتخاذ المسلم غير المسلم وليًّا، قال تعالى:{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍُ}(آل عمران: ٢٨).
ويؤخَذ من حادثة عبد الله بن أريقط الاستفادة من الكفاءة، وتوظيفها لخدمة الإسلام والدعوة الإسلامية، إن لم يوجد في المسلمين مثلها.
ثالثًًا: دور المرأة في الهجرة:
يتناسب مع طبيعتها وفطرتها، أُخِذ هذا من دور أسماء وعائشة في تجهيز الراحلتين، ودور أسماء في تمويل الرسول وصاحبه في الغار بالماء والغذاء، ويومًا لا تجد ما تربط به الماء والغذاء، فتشقّ نطاقها شقين، فبشرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن لها نطاقين في الجنة، ودور أسماء في إقناع جدّها وقد تفقّد المال، وسأل عنه، وقد أخذه ولده المهاجر أبو بكر، فجزع وقال لأسماء: والله لقد فجعكم بماله مع نفسه، فقالت: كلّا، لقد ترك لنا خيرًا كثيرًا، وأخذت بيده ووضعتها على كوْم من الحجارة قد غطته، فقال لا بأس إذا كان لقد ترك لكم هذا، فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم، فقالت أسماء: لا والله ما ترك لنا شيئًا، ولكن أردت أن أسكت الشيخ بذلك.
ويؤخَذُ من هذا درس، وهو الاستفادة من موقف أسماء، بأن تقف المرأة الداعية في هذا العصر وفي كل عصر، وعند الملمات، تتحمّل الجوع من أجل دينها