ودعوتها وعقيدتها، وتسكن ثائرة الأهل إذا عضتهم الحاجة بثباتها، وعلّمت أسماء المرأة كيف تخفي أسرار الرسول -صلى الله عليه وسلم، وأسرار المؤمنين في كل زمان ومكان؛ حين أنكرت أنّها تعلم عن الرسول -صلى الله عليه وسلم، وعن أبيها شيئًا، وقد جاء أبي جهل يسأل عنهما، فلطمها لطمة شديدة أسقطت قرطها من أذنها.
فالمرأة المسلمة في هذا الدين مكلفة بحمله ونشره والدفاع عنه، والهجرة إلى دار الإسلام، وتكثير سواد المسلمين، وتقديم ما لديها من خبرة وجهد وجهاد في خدمة المجتمع الإسلامي، وبناء الدولة الإسلامية.
رابعًا: التآمر على حياة الرسول ليلة الهجرة فيه أكثر من درس:
١ - أسلوب التصفية الجسدية من الطواغيت للرسل وأتباع الرسل، وسائر الدعاة في سائر الأمكنة والأزمان؛ إذ لمَّا أعياهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصبره وثباته ورفضه لإغراءاتهم وإغواءاتهم، قرروا قتله، وأن يتوزّع دمه بين القبائل، قال تعالى:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(الأنفال: ٣٠).
٢ - من أساليب التآمر على الدعاة النفي والتغريب من الوطن، وتقييد حرياتهم حتى لا يتصلوا بالناس، ولا يؤثّروا عليهم، أسلوب قديم حديث يتكرر عند المسلمين منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم، وإلى أن تقوم الساعة.
٣ - في قصة الشيطان الذي ظهر على صورة شيخ نجدي، دلالةٌ أنّ شياطين الإنس والجن متحدون ومتفقون في الهدف، وهو الصدّ عن سبيل الله، يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا.