رابعًا: على المسلم أن يسخّر كل ما يملك من طاقات وجَهْد وأموال وعقار وجاه وسلطان وفكر وبيان في سبيل نصرة دين الله تعالى، والذبّ عن عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فيجب على التجار وأصحاب رءوس الأموال أن يدافعوا عن دين الله ودين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأن يدافعوا عن عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويضربوا الحصار على تلك الدول الكافرة الظالمة المعتدية بمقاطعتها، وعدم استيراد منتجاتها، كما فعل ثمامة بقريش، بمنعه النيرة حتى رضخوا لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
خامسًا: اصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين: فقد صدَع ثمامة بما أمر به، وأعرض عن الجاهلين، فقد كان أول مسلم على وجه الأرض يدخل مكة ملبيًا بالدعوة إلى دين الله، فالدعوة إلى دين الله والذبّ عن عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسئولية الجميع، وكل إنسان بحسب طاقته وقدرته ومكانته واستطاعته، كما قال الله -سبحانه وتعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(آل عمران: ١٠٤).
ثانيًا: الاهتمام بأمر أصحابه -صلى الله عليه وسلم- وتفقّد أحوالهم وقضاء حوائجهم:
لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شديد الاهتمام بأصحابه، والقارئ للسنة النبوية الشريفة يرى كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعود من مرض من أصحابه، ويتبع جنازة من مات منهم، وإذا افتقد أحدهم في صلاة الصبح سأل عنه، ومن كان منهم في حاجة إلى المال ساعده بماله، وحثّ الصحابة على مساعدته، وهكذا كان حريصًا على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وعلى إفشاء روح الحب والتعاون والاحترام فيما بينهم.
وإليك بعض مظاهر هذا الاهتمام وذلك الحرص منه -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه: