بعضها بعضًا:((إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن النصارى افترقت على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي)) رواه الحاكم في مستدركه بهذه الزيادة.
كما قال الله تعالى:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(البقرة: ٢١٣) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}(النساء: ٥٩) أمّا الاختلاف الذي يؤدي إلى إضعاف الأمة وتفرقها فهو منهي عنه، من ذلك ما رواه الترمذي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال:((خطبنا عمر، فقال: يأيها الناس، إني قمت فيكم مقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فينا، فقال: أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو مع الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)) وروي في الصحيحين أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر أنّ من فارق الجماعة شبرًا فمات، مات ميتة جاهلية، وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذّ إلى النار)).
الاختلاف في علم الفقه:
يقول الشيخ الإمام محمد أبو زهرة: "يجب أن نقرّر أنّ الاختلاف الفقهي في غير ما جاء به نصٌّ من الكتاب والسنة، كان دراسة عميقة لمعاني الكتاب والسنة، وما