ب- التقدير العمري: وهو تقدير كل ما يجري على العبد من نفخ الروح فيه إلى نهاية أجله.
جـ- التقدير السنوي: وهو تقدير ما يجري كل سنة، وذلك ليلة القدر من كل سنة قال تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِين * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}(الدخان: ٣، ٤).
د- التقدير اليومي: وهو تقدير ما يجري كل يوم من عِزٍّ وذُلٍّ، وعطاء ومنع، وإحياء وإماتة، وغير ذلك؛ قال تعالى:{يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}(الرحمن: ٢٩).
هل الإيمان بالقدر ينافي مشيئة الإنسان في أفعاله الاختيارية؟
والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية وقدرة عليها؛ لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له، أما الشرع؛ فقد قال الله تعالى في المشيئة:{فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا}(النبأ: ٣٩) وقال: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}(البقرة: ٢٢٣) وقال في القدرة: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا}(التغابن: ١٦) وقال: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}(البقرة: ٢٨٦).
وأما الواقع فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل وبهما يترك، ويفرق بين ما يقع بإرادته كالمشي وما يقع بغير إرادته كالارتعاش؛ لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة الله تعالى وقدرته؛ لقول الله تعالى:{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}(التكوير: ٢٨، ٢٩) ولأن الكون كله ملك لله تعالى، فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته.