للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مصارف الزكاة والصدقات، وهو ليس شراء للذمم، وإنما هو إظهار لمروءة الإسلام ولتعاليمه في معاونة المحتاجين.

المسلمون هم أمة الإجابة، وذلك أمر مقرر بعد إسلامهم واستجابتهم لنداء الحق، والدخول في دين الله تعالى، ولقد بلّغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإسلام، ولم ينتقل إلى ربه إلّا بعد أن أوصل الإسلام إلى العالم المعروف يوم ذاك، وأرسل رسله، وكتب إلى كل ملوك وسلاطين الدنيا، وبعدما أوجد للإسلام قاعدة بشرية تتحمّل مسئوليتها تجاه الدعوة، تتمثل في أبناء الجزيرة العربية، وقد قام الصحابة والتابعون من بعدهم بواجبهم، وشعروا بثقل الأمانة التي تحملوها، فشمّروا عن سواعدهم، وانطلقوا إلى كل مكان أمكنهم أن يصلوا إليه، داعين إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن.

وانتشار الإسلام بدأ ببعثة النبي -صلى الله عليه وسلم، وهو مستمر حتى الآن، فلقد بدأ بالدعوة سرًّا في مكة، ثم كان الجهر بها، وبعد الهجرة كانت الغزوات والفتوحات حتى وصل للعالم كله، وهكذا ظهر الإسلام في جزيرة العرب، ومن مكة والمدينة كان انطلاقه، ولم ينتقل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى إلّا وقد أسلمت الجزيرة العربية كلها، ودخلت في دين الله تعالى جميعًا.

وبعدها قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمع دينان في جزيرة العرب)) وفي نفس الوقت وصل البلاغ إلى أقاليم العالم بواسطة الرسائل والوفود وحركة التجار، وانتشار أخبار الإسلام والمسلمين، بما فيها من مزايا ومحاسن، ومن الجزيرة العربية بدأ انطلاق الفاتحين، ففتحوا بلاد الشام ومصر، اللذين مثّلا نقطتي الانطلاق لنشر الإسلام شرقًا وغربًا، ومن مصر تحرك المسلمون بإسلامهم في موجات متتابعة إلى جهات ثلاث، بواسطة الدعاة والفاتحين، فمن مصر اتجهت الانطلاقة الأولى

<<  <   >  >>