إلى الشمال الإفريقي، وتمَّ فتحه، فدخلت ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا في الإسلام، ومن الشمال الإفريقي امتدَّ الإسلام إلى الأندلس والبرتغال وجنوب فرنسا.
ومن مصر أيضًا كانت الانطلاقة الثانية إلى الجنوب، وتمَّ فتح بلاد النوبة والسودان وتشاد، ووقفت عند حدود الصحراء الكبرى، ومن مصر كذلك كانت الانطلاقة الثالثة إلى الشمال؛ حيث ركب المسلمون البحر الأبيض، وفتح أهم جزره مثل تكريت وصقلية، وغيرها، وباستقرار الإسلام في السودان صار السودان مركزًا رئيسيًّا للدعاة والعلماء بالنسبة لأفريقيا، وقد ساهم عرب الجزيرة في مساعدة السودانيين في إيصال الإسلام إلى شرق أفريقيا، فركبوا البحر الأحمر إلى قارة أفريقيا، وتمكنوا مع السودانيين والأحباش في نشر الإسلام في أوغندا وكينيا وزيمبابوي ومقديشيو وجزر القمر وتنزانيا وغيرها.
وهكذا وصل الإسلام إلى كل إفريقيا في القرن الأول لظهور الإسلام ما عدا جنوب أفريقيا، فقد وصلها الإسلام متأخرًا مع المهاجرين المسلمين، الذين جاءوا من الهند وبلاد المغرب وأفريقيا.
ومن بلاد الشام، الجناح الشرقي للإسلام، وصل الإسلام إلى بلاد فارس إيران، ومن إيران تحرك الإسلام جنوبًا إلى الهند، وشرقا إلى بلاد التركستان وأفغانستان، ومن بلاد التركستان انطلق الإسلام إلى الصين، وقد قام عرب الجزيرة بركوب البحر إلى الجنوب الذي كانوا يذهبون إليه تجارًا، يحملون الإسلام في سلوكهم ونشاطهم، وتمكنوا بذلك من نشر الإسلام في الجزر وأشباه الجزر الموجودة في المحيط الهندي، وبذلك دخل الإسلام في الملاوي وإندونيسيا والفلبين وماليزيا وسيلان، ولما استقرّ الإسلام في وسط وجنوب آسيا، اهتمّ أهل هذه