١ - في قوله -صلى الله عليه وسلم:((بين يدي الساعة)) استعارة مكنية، وطريق إجراء هذه الاستعارة أن نقول: شبه الساعة برجل، وحذف المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو اليد، على سبيل الاستعارة المكنية بجامع القرب بين كل منهما، فاليد قريبة من الرجُل، والفتن قريبة من الساعة.
٢ - في قوله:((فتنًا كقطع الليل المظلم)) تشبيه يسمى مرسلًا مفصَّلًا؛ لأن أداة التشبيه قد ذكرت فيه وهي الكاف، فهو مرسل من هذا الوجه، ومفصل لأن وجه الشبه وهو الظلمة قد ذكر فيه، وقد تمت فيه الأركان.
٣ - في قوله:((يصبح)) و ((يمسي)) وفي قوله: ((مؤمنًا)) و ((كافرًا)) تَقابل جميل، وهذا ما يسمى في علم البلاغة الطباق، كقوله تعالى:{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ}(الكهف: ١٨) والطباق هو أن يجمع المتكلم بين لفظين متقابلين، وقد يكون الطباق في الفعل كما في الأول:((يصبح)) و ((يمسي))، وقد يكون في الاسم كما في قوله:((مؤمنًا)) و ((كافرًا))، وقد يكون في الحرف كقوله تعالى:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(البقرة: ٢٢٨).
٤ - قوله:((يبيع دينه بعرض من الدنيا)) جملة خبرية يقصد منها التحذير والتخويف.
الحرية الشخصية:
عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء، مروا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم