للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا)) رواه البخاري والترمذي.

الأبحاث البلاغية:

١ - قوله صلى الله عليه وسلم: ((مثل القائم)) و ((كمثل قوم استهموا)) فيه تشبيه يسمى تشبيهًا تمثيليًّا؛ لأن وجه الشبه صورة منتزعة من متعدد، وهذا النوع من التشبيه له تأثير عظيم على النفس، فإنه إذا وقع في صدر القول بعث المعنى إلى النفس، بوضوح وجلاء مؤيَد بالبرهان؛ ليقنع السامع، وإذا جاء بعد تمام المعاني كان كالبرهان، الذي تثبت به الدعوى والحجة، التي توجب الإذعان، مثل قول الشاعر:

لا ينزل المجد إلا في منازلنا ... كالنوم ليس له مأوى سوى المقل

٢ - بين لفظ: ((أعلاها)) ولفظ ((أسفلها)) طباق بين اسمين، والطباق هو الجمع بين لفظين متقابلين في المعنى، كما هو معلوم في علم البديع، وكذلك يوجد طباق بين قوله: ((القائم)) و ((الواقع)).

٣ - ((وإن أخذوا على أيديهم)) في هذا اللفظ كناية لطيفة، فقد كنى عن المنع بالأخذ على الأيدي، فهو -إذن- كناية عن صفة، أي: فإذا منعوهم عن تنفيذ ما أرادوا ... إلخ.

الجنة تحت ظلال السيوف:

عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف))

<<  <   >  >>