ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم:((اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم)).
الأبحاث البلاغية:
١ - ((الجنة تحت ظلال السيوف)) قال القرطبي: "هذا من الكلام النفيس البديع، الذي جمع ضروب البلاغة من جزالة اللفظ وعذوبته، وحسن استعارته، وشمول المعاني الكثيرة، مع الألفاظ الوجيزة، بحيث تعجز الفصحاء اللسن والبلغاء المصاقع، عن الإتيان بنظيره وشكله، فإنه استفيد منه مع وجازته الحض على الجهاد، والإخبار عن ثوابه، إلى أن قال: وهذا كما جاء في الحديث الشريف: ((الجنة تحت أقدام الأمهات)) ففي التعبير استعارة تصريحية، فالمجاهد في سبيل الله يدخل الجنة بسبب جهاده، وصبره على لقاء العدو، وضربه بالسيف، حتى كأن السيوف أصبح لها من كثرتها ظلال تظلل الضاربين".
٢ - ((منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب)) فيه من علم البديع ما يسمى بالسجع، وهو ما اتفقت فيه أكثر الفقرات في الوزن والتقفية، ولا يُستحسن السجع إلا إذا جاء عفوًا.
كان بيان القرآن الكريم، وتشريع أحكام جديدة لم ترد في القرآن، وتثبيت عقائد المسلمين في الألوهية، والبعث، والنبوة، وتهذيب أخلاق المؤمنين، وتقويم سلوكهم، كانت كل هذه الأغراض الأساسية للحديث النبوي الشريف، وقد خاطب الله -سبحانه وتعالى- رسوله -صلى الله عليه وسلم- بقوله:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(النحل: ٤٤).