للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمشهور من حديث نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما: ((من أتى الجمعة فليغتسل)) وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((من شهد الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل)).

وكان أهل المدينة إذا تساب المتسابان يقول أحدهما للآخر: لأنت أشر ممن لا يغتسل يوم الجمعة. وقال عمر لعثمان -رضي الله عنهما- لما دخل وهو يخطب: "أهذه الساعة؟! منكرًا عليه ترك البكور، فقال: ما زدت بعد أن سمعت الأذان على أن توضأت وخرجت، فقال: والوضوء أيضًا، وقد علمتَ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمرنا بالغسل".

وقد عُرف جواز ترك الغسل بوضوء عثمان -رضي الله تعالى عنه- وبما روي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمة، ومن اغتسل فالغسل أفضل)).

من اغتسل للجنابة فليفِض الماء على بدنه مرة أخرى، على نية غسل الجمعة، فإن اكتفى بغسل واحد أجزأه وحصل له الفضل، إذا نوى كليهما، ودخل غسل الجمعة في غسل الجنابة، ومن اغتسل ثم أحدث توضأ ولم يبطل غسله والأحب أن يحترز عن ذلك.

الثالثة: الزينة، وهي مستحبة في هذا اليوم، وهي ثلاثة: الكسوة والنظافة وتطييب الرائحة، أما النظافة فبالسواك وحلق الشعر وقلم الأظافر وقص الشارب، وسائر ما سبق في كتاب الطهارة. قال ابن مسعود: "من قلم أظافره يوم الجمعة أخرج الله -عز وجل- منه داء، وأدخل فيه شفاء".

وأحب طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، وروي ذلك في الأثر. قال الشافعي -رضي الله عنه: "من نظف ثوبه قَلَّ همه، ومن طاب ريحه زاد عقله".

<<  <   >  >>