السابعة: الأفضل أن يكون مستقبلًا للقبلة، متطهرًا ساترًا عورته، فلو وقف محدثًا أو جنبًا أو حائضًا أو عليه نجاسة أو مكشوف العورة -صح وقوفه وفاتته الفضيلة.
الثامنة: أن يكون مفطرًا فلا يصوم، سواء أكان يضعف به أم لا؛ لأن الفطر أعون له على الدعاء، وقد ثبت في الصحيح ((أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقف مفطرًا)) والله تعالى أعلم.
التاسعة: أن يكون حاضر القلب فارغًا من الأمور الشاغلة عن الدعاء، وينبغي أن يقدم قضاء أشغاله قبل الزوال، ويتفرغ بظاهره وباطنه عن جميع العلائق، وينبغي ألا يقف في طرق القوافل وغيرهم لئلا ينزعج بهم.
العاشرة: أن يكثر من الدعاء والتهليل وقراءة القرآن، فهذه وظيفة هذا الموضع المبارك، ولا يقصر في ذلك فهو معظم الحج ومخه ومطلوبه، وفي الحديث الصحيح:((الحج عرفة)) فالمحروم من قصر في الاهتمام بذلك واستفراغ الوسع فيه، ويُكثر من هذا الذكر والدعاء قائمًا وقاعدًا، ويرفع يديه في الدعاء ولا يجاوز بهما رأسه، ولا يتكلف السجع في الدعاء، ولا بأس بالدعاء المسجوع إذا كان محفوظًا أو قاله بلا تكلف ولا فكر فيه، بل يجري على لسانه من غير تكلف.
وينبغي أن يكثر من التضرع فيه والخشوع، وإظهار الضعف والافتقار والذلة، ويلح في الدعاء ولا يستبطئ الإجابة، بل يكون قوي الرجاء للإجابة، ويكرر كل دعاء ثلاثًا، ويفتتح دعاءه بالتحميد والتمجيد لله تعالى والتسبيح، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ويختمه بمثل ذلك، وليكن متطهرًا متباعدًا عن الحرام والشبهة في طعامه وشرابه ولباسه ومركوبه، وغير ذلك مما معه، فإن هذه من آداب جميع الدعوات، وليختم دعاءه بآمين.