للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - التعود على المسئولية:

إن ثقل التكليف يحتاج إلى طاقات بشرية تتحمله، والنبوة تكليف شاق؛ لأنها تعني إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإنقاذ البشر من ضلالات الهوى ليسعدوا بنور الإيمان وبَرد اليقين، إن النبوة قمة الأمانة والمسئولية، وحاجتها إلى رسول يتحمل مشاقها ومصاعبها ضرورة لابد منها، ورعي الغنم عمل شاق يكفي في تصور مشقته أن الراعي يعيش واقفًا ومتحركًا طوال الوقت، حيث تسرح الغنم وتمرح، وهذه أعمال في حد ذاتها تحتاج إلى قوة وطاقة، ولذلك كان رعي الغنم مقدمة للنبوة لما فيهما معًا من مشقة وتعب.

٢ - تعليم الصبر والتحمل:

تحتاج النبوة إلى التخلق بالخلق الكريم والاتصاف بالحلم والصبر، وذلك أمر يحققه رعي الغنم؛ لأن القطيع يرعى وهو مطلق السراح فيتوزع هنا وهنا، وكل ما يجمعه الراعي يعود من حيث أتى، وذلك أمر يحتاج إلى الصبر والتحمل، وبدون ذلك لا يمكن للراعي رعي الغنم.

ومِن رعي الغنم -إذن- تعلم الأنبياء الصبر والتحمل في دعوة الناس؛ لأن المدعوّين ليسوا على اتجاه واحد وإنما لكل اتجاهه.

٣ - شمول الرعاية:

راعي الغنم يحتاج إلى سعة الأفق وهو يدير أمر غنمه؛ لتعدد جوانب الرعاية التي تحتاج إليها، ففيها الصغير المحتاج للرعاية وفيها الذكر وفيها الأنثى، كما أنها تحتاج دائمًا إلى البحث عن مصادر أكلها وغذائها، ولابد لها من حراسة تحميها

<<  <   >  >>