من الذئاب واللصوص، ومن الضروري المحافظة عليها من شدة الحر وقسوة البرد، وكثيرًا ما تنتابها الآلام والأوجاع، وعلى الراعي متابعة ذلك.
ومن مسئوليات الراعي: تدبير أمر مبيتها في الخلاء أو في البناء، إنها مسئوليات عديدة لا يصلح لها ضيق الأفق العاجز عن حمايتها، وإعداد كافة الجوانب التي تحتاج إليها، ولذلك كان رعي الغنم تدريبًا عمليًّا على مباشرة أعمال النبوة لتعدد المسئوليات النبوية.
٤ - التسوية والعدل بين الناس:
يحتاج النبي إلى تبليغ الدعوة لسائر الناس على وجه يتناسب مع كل واحد منهم، ولا يُقدم واحدًا ويترك غيره، ولا يهتم بغني على حساب فقير، ولا يتصور أن الخير في هذا أو في ذاك فيفضله على غيره، ورعي الغنم يحقق هذا الخلق؛ لأن الراعي عليه أن يرفق بالضعيف، ويحيطه بعنايته، فلو ولدت نعجة في الطريق فعليه حمل المولود بيده، ولذلك نراه يسير خلف القطيع ليكون في عون الضعفاء ويراعي الأقوياء.
٥ - تعليم التواضع:
إن اهتمام الأنبياء برعي الغنم يعودهم التواضع، وترك الكبر؛ لأن رعي الغنم والحرص عليها يحتاج إلى العمل الدءوب بعيدًا عن الخيلاء، حيث لا فخر بعمل كله تعب ومشقة تحت حر الشمس أو في برد الشتاء، والنبوة في حاجة إلى هذا التواضع الذي يجعل الأنبياء يتعاملون بالخلق الكريم مع كافة الناس، مع الرجال والنساء، مع الأغنياء والفقراء، مع الكبير والصغير، مع العظيم والحقير، وبذلك كانوا أمثلة عليا وقدوة سامية.