للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على خديجة بمالها باعت ما جاء به بأضعف أو قريبًا، وحدثها ميسرة عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه.

زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من خديجة -رضي الله عنها:

ولما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الشام إلى مكة رأت خديجة -رضي الله عنها- في مالها من الأمانة والبركة، ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه من خِلَالٍ عذبة وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق ونهج أمين، وجدت ضالتها المنشودة، وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها فتأبى عليهم ذلك، فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منبه، وهذه ذهبت إليه تفاتحه أن يتزوج خديجة فرضي بذلك -صلى الله عليه وسلم- وكلم أعمامه، فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه، وعلى إثر ذلك تم الزواج.

وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة، وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسبًا وثروة وعقلًا، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت.

ما يستفاد من تجارته -صلى الله عليه وسلم- في مال خديجة وزواجه منها:

أولًا: الأمانة والصدق أهم مواصفات التاجر الناجح:

إن التاجر الصادق الأمين لا يغش ولا يخدع ولا يدلس ولا يكذب؛ لأن هذه الصفات والأفعال تتناقض تمام التناقض مع الأمانة، وإذا عرف الناس عن هذا التاجر الأمانة ومحاربته للخداع والخيانة- أقبلوا عليه مطمئنين يتعاملون معه إذا كانوا أصحاب أموال، كخديجة -رضي الله عنها- أعطوه أموالهم ليضارب لهم بها، أو استأجروه في تجارتهم وأمِنوه على أموالهم، وأجزلوا له في سهمه من الربح.

<<  <   >  >>