وأن يكرمه، ثم لم تقتصر -رضي الله عنها- على ذلك حتى ذهبت به إلى ورقة بن نوفل فبشّره بالنبوة، وكيف لا تكون خديجة -رضي الله عنها- كذلك، وقد اصطفاها الله -عز وجل- لخاتم أنبيائه وإمام رسله في الدنيا والآخرة، وقد ورد في فضلها -رضي الله عنها- أن جبريل قال للنبي -صلى الله عليه وسلم:((هذه خديجة، أقرئها السلام من ربها، وأمره أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب)).
٤ - وفي الحديث كذلك فضل ورقة بن نوفل، وقد رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد مماته في هيئة حسنة، وقال صلى الله عليه وسلم:((لا تسبوا ورقة، فإني رأيت له جنة أو جنتين)).
٥ - قال الحافظ:"وفي هذه القصة من الفوائد: استحباب تأنيس من نزل به أمر؛ بذكر تيسيره عليه وتهوينه لديه، وأن من نزل به أمر استحب له أن يُطْلِع عليه من يثق بنصحه وصحة رأيه".
٦ - وفي الحديث بيان سنة من سنن الأمم مع من يدعوهم إلى الله -عز وجل- وهي التكذيب والإخراج، كما قال الله تعالى عن قوم لوط:{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}(النمل: ٥٦)، وكما قال قوم شعيب:{لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا}(الأعراف: ٨٨)، وقال تعالى أيضًا:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}(إبراهيم: ١٣).
٧ - عبادة الأصنام مرفوضة عند العقلاء الذين يستخدمون عقولهم.
٨ - لقد أعد الله محمد بن عبد الله قبل البعثة لتلقي الوحي والتكليف بالرسالة، فبرأه الله من كل أعمال أهل الجاهلية الشركية، وعصمه من ذلك.